5 حقائق عن البظر، ما تحتاج معرفته قبل الزواج وبعده


على الرغم من أن نصف سكان العالم يمتلكون بظرًا، إلا أن الحديث حول هذا العضو ظل غائبًا عن الثقافة العامة والطب لعقود طويلة، مما جعله واحدًا من أكثر الأجزاء غموضًا في جسم المرأة. فهل هو مجرد زائدة تشريحية، أم أنه مفتاح المتعة الجنسية لدى النساء؟ في هذا التقرير، نستعرض أسرار هذا العضو المثير للجدل.
بنية معقدة أكثر مما نعتقد: البظر ليس مجرد نقطة ظاهرة
تعود كلمة "بظر" إلى الكلمة اليونانية "kleitoris" التي تعني "الرابية الصغيرة"، مما يعكس الفهم السطحي الذي رافق هذا العضو لفترة طويلة. أظهرت أبحاث الطبيبة الأسترالية هيلين أوكونيل أن ما يظهر على السطح هو جزء ضئيل جدًا من البظر، الذي يمتد عميقًا تحت الجلد، متصلًا بجدران المهبل، ويتكون من ثلاثة مكونات رئيسية:
-
حشفة البظر: الجزء الخارجي الصغير الذي يُعتبر الأكثر حساسية، ويشكل نحو خُمس الحجم الكلي.
-
الساقان: تمتدان عميقًا تحت الجلد على جانبي فتحة المهبل.
-
بصلتا الدهليز المهبلي: تتوزعان على الجانبين، رغم اختلاف الباحثين حول ارتباطهما المباشر بالبظر.
يصل طول البظر إلى أكثر من 7 سنتيمترات، بينما لا تتجاوز الحشفة 7 مليمترات، لكنها تحتوي على أكثر من 8000 نهاية عصبية، مما يجعلها مركزًا متكاملًا للإحساس الجنسي.
البظر هو المسؤول عن النشوة الجنسية الأنثوية
على الرغم من أن الثقافة السائدة تربط النشوة الجنسية بالإيلاج المهبلي، تشير الدراسات العلمية إلى أن تحفيز البظر، وخاصة الحشفة، هو الطريق الأساسي لتحقيق النشوة لدى معظم النساء. تؤكد الباحثة إميلي ناغوسكي أن البظر هو "المنطقة المركزية الكبرى للإحساس الجنسي"، وأن النشوة المهبلية غالبًا ما تكون نتيجة غير مباشرة لتحفيز البظر عبر جداره الداخلي.
تشابه جنيني بين البظر والقضيب: بنية واحدة تتفرع
تشير ظاهرة "التماثل البيولوجي" إلى أن الأجنة البشرية تبدأ بنفس البنية التناسلية، ثم تتمايز لاحقًا بفعل الهرمونات. في المراحل الجنينية الأولى، يتطور القضيب والبظر من نفس النسيج، مما يجعل البظر "قضيبًا أنثويًا" من حيث الأصل. على غرار الرجال الذين يمتلكون حلمات صدر رغم عدم حاجتهم لها، تمتلك النساء بظرًا يوازي القضيب في البنية لكنه يختلف في الوظيفة.
هل البظر مجرد بقايا تطورية أم هبة تطورية؟
رغم أن البظر لا يلعب دورًا تناسليًا أو إفرازيًا كما يفعل القضيب، إلا أن دوره في تحفيز المتعة الجنسية لا يقل أهمية. تشير ناغوسكي إلى أن النشوة الأنثوية ربما كانت في الماضي ضرورية لإطلاق البويضات، كما هو الحال في بعض الثدييات الأخرى. ومع تطور الإنسان، أصبحت الإباضة تلقائية، لكن النشوة بقيت إرثًا تطوريًا يمنح النساء تجربة إيروتيكية فريدة، لا ضرورة بيولوجية لها، لكنها ذات قيمة عاطفية ونفسية وصحية كبيرة.
لماذا ظل البظر محاطًا بالصمت؟
على الرغم من أن البظر جزء أساسي في الجهاز التناسلي الأنثوي، فقد ظل الحديث عنه محرمًا اجتماعيًا وثقافيًا. وفق دراسة نُشرت عام 2000، يبدأ الصمت حول هذا العضو من الأسرة، حيث يتجنب الأهل التحدث عنه مع أطفالهم، بل ويُبدل اسمه بمصطلحات غامضة. حتى المختصون في الصحة الجنسية تجنبوا الحديث عنه لسنوات.
ركزت المجتمعات، خصوصًا الغربية، على الجوانب التناسلية للجنس، مهمشةً المتعة الجنسية، مما أدى إلى تهميش البظر، وبالتالي جهل ملايين النساء بوظيفته الحقيقية وتأثيره الكبير على صحتهن الجنسية. يقول الباحثان أوجليتري وجينسبيرغ إن كسر هذا الصمت يمكن أن يمنح النساء فهمًا أعمق لأجسادهن، واستقلالية أكبر في قراراتهن الجنسية.