كرامة المرأة في زمن الجوع، قصة مثل عربي خالد


"تجوع الحرة ولا تأكل بثدييها" هو مثل عربي قديم يعكس الكبرياء والكرامة في أوقات الشدة، وهذا المثل يروي قصة امرأة عربية من زمن الجاهلية، حيث كانت تعيش في ظروف قاسية من الجوع والفقر، لكنها اختارت الحفاظ على شرفها وعفتها على الرغم من كل الضغوط.
تدور القصة حول سيدة من نجد، فقدت زوجها في إحدى الغزوات، وكانت تعول أطفالها في خيمة متواضعة، وفي وقت من الأوقات، جاءها تاجر يعرض عليها المال والطعام مقابل جسدها، معتقدًا أن الجوع سيجعلها تضعف، لكن ردها كان حاسمًا، حيث قالت له: "اخرج، لا يُشترى الجسد ممن لم يبع النفس. تجوع الحرة ولا تأكل بثدييها."
بهذه الكلمات، أكدت على أن الكرامة لا تُقايض بالجوع، وأن المرأة الحرة لا تبيع شرفها مهما كانت الظروف.
تظل هذه القصة عبرة في زمننا الحالي، حيث تتعدد الضغوط الاجتماعية والاقتصادية، وتذكرنا بأن الكرامة الإنسانية لا تُقدّر بثمن، وأن الفقر ليس عيبًا، بل العيب هو التنازل عن القيم والمبادئ.
بعد طرد الرجل، عادت المرأة إلى أطفالها، ولم تندب حظها، بل استخدمت ما لديها من موارد لتوفير ما يحتاجونه، ولقد علمتهم أن العزة تأتي من الحفاظ على النفس والكرامة، وأن المروءة أغلى من كل ثروات الأرض.
"تجوع الحرة ولا تأكل بثدييها" ليس مجرد مثل، بل هو تجسيد حي لقيم الشرف والكرامة التي يجب أن تبقى حاضرة في كل زمان ومكان.